حفظ الأسرار خلق الأبرار ، وإفشاؤها خلق اﻷشرار .

قال ابن بطال رحمه الله في شرح صحيح البخاري (9/64) :
السر أمانة وحفظه واجب ، وذلك من أخلاق المؤمنين ، وقد روى عن أنس أنه قال : خدمت النبي عشر سنين ، فقال : احفظ سري تكن مؤمنًا . (1).

وروى ابن أبى شيبة في مصنفه : عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله : إذا التفت المحدث فهي أمانة . (2) .

قال الماوردي في أدب الدنيا والدين (1/387) الْفَصْلُ الرَّابِعُ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ : اعْلَمْ أَنَّ كِتْمَانَ الْأَسْرَارِ مِنْ أَقْوَى أَسْبَابِ النَّجَاحِ ، وَأَدْوَمِ لِأَحْوَالِ الصَّلَاحِ .
رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ : اسْتَعِينُوا عَلَى الْحَاجَاتِ بِالْكِتْمَانِ فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ. (3).

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرحه لرياض الصالحين (2/617)قال الإمام النووي -رحمه الله- ( باب حفظ السر ) والسر هو ما يقع خفية بينك وبين صاحبك ولا يحل لك أن تفشي هذا السر أو أن تبينه لأحد سواء قال لك لا تبينه لأحد أو علم بالقرينة الفعلية أنه لا يحب أن يطلع عليه أحد أو علم بالقرينة الحالية أنه لا يحب أن يطلع عليه أحد .

1- أخرجه أحمد (3/379)
2- أخرجه أبو داود (4/267) رقم (ح4868)
3- صحيح الجامع ( 943)

اﻹعتماد على اﻷسباب شرك ، وترك اﻷسباب قدح في الشرع .

قال العلاَّمة صالح الفوزان :

نحن لا نعتمد على اﻷسباب ، وإنما نعتمد على الله ، ونحن لا نعطل اﻷسباب لأن الله أمرنا بذلك ، تعطيل اﻷسباب عجز وتعطيل للمنافع التي جعل الله سبحانه وتعالى في اﻷشياء ، كما قال بعض العلماء :

❪الإعتماد على اﻷسباب شرك ، وترك اﻷسباب قدح في الشرع ❫

لأن الشرع أمرك باتخاذ اﻷسباب ، والإعتماد على اﻷسباب شرك ، لأنه اعتماد على غير الله .

[إعانة المستفيد ٢١٤/١]

فوائد فقهية لﻹمام ابن باز .

ما كيفية غسل اللحية الكثيفة في الغسل ؟

قال الشيخ رحمه الله : يكفي إجراء الماء على ظاهرها ، وإن عركها أفضل .

ما حكم من نسية أذنيه في الوضوء ؟

قال الشيخ رحمه الله : يعيد ؛ لأنه ترك جزءا من الرأس .

هل يلزم تحريك الخاتم في الوضوء ؟

قال الشيخ رحمه الله : ما يظهر لي ، لأن الماء يدخل ، وإن حركه فحسن .

[مسائل اﻹمام ابن باز ٥٣/١]

قال الشيخ رحمه الله :

سؤر الحيوانات النجسة التي تدنو من الناس ؛ كالحمار الأهلي ، والهرة ، والبغل ، طاهر لعموم البلوى .

[مسائل اﻹمام ابن باز ٥٤/١]

نصيحة قيمة من الشيخ زيد المدخلي .

قال العلاَّمة زيد المدخلي :

نصيحتي لمن قلّ نصيبهم من العلم أن يحفظوا ألسنتهم من الوقوع في أعراض طلاّب العلم السلفيين ، وأكل لحومهم بالانتقادات الجارحة ، كرميهم لهم بالتعصب الذميم القائم على التقليد الأعمى ، وعلى الانتماء .

[الأجوبة الأثرية ص 108]

هل يجوز للشخص أن يسأل جملة من العلماء في مسألة واحدة ؟

قال العلامة عبيد الجابري :

يجوز للشخص أن يسأل جملة من العلماء في مسألة واحدة إذا كان قصده الوقوف على الحق ومعرفته لا سيما إذا كان بالدليل أما إذا كان من قبيل الوسوسة ، أو طلب الرخصة ، أو الفتنة
فهذا ممنوع ومذموم وهو حرام .

[التقرير الأحمد ص40]

حال السلف مع القرآن الكريم .

حال السلف مع القرآن .

عن أبي سلمة قال : كان عمر رضي الله عنه إذا جلس عنده أبو موسى ربما قال له : ذكرنا يا أبو موسى فيقرأ .

[السير ٢٨٠/١]

قال عبدالله بن مسعود : إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره .

[الزهد لﻹمام أحمد ٢٩٨]

قال ابن عباس : لأن أقرأ البقرة في ليلة وأتفكر فيها أحب إلي من أن أقرأ القرآن هذرمة .

[صفة الصفوة ٣٧٢/١]

عن أبي البختري قال : سئل علي بن ابي طالب عن ابن مسعود رضي الله عنه فقال : قرأ القرآن ثم وقف عنده وكفى به .

[الحلية ١١٨/١]

عن سعيد القرشي : أن ابن الزبير رضي الله عنه : كان يقرأ القرآن في ليلة .

[موسوعة ابن أبي الدنيا ٣٢٣/١]

قال سعيد بن جبير : ما أتت علي ليلتان وأنا أختم فيها بالقرآن .

[موسوعة ابن أبي الدنيا ٢٧٩/١]

قال الفضيل بن عياض : من لم يستأنس بالقرآن ، فلا آنس الله وحشته .

[موسوعة ابن أبي الدنيا ٥١٠/٦]

حكم استعمال الدواء لمنع الحيض ؟

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء :

السؤال : هل يجوز للمرأة استعمال دواء لمنع الحيض في رمضان أو لا ؟

اﻹجابة : يجوز أن تستعمل المرأة أدوية في رمضان لمنع الحيض إذا قرر أهل الخبرة الأمناء من الدكاترة ومن في حكمهم أن ذلك لا يضرها، ولا يؤثر على جهاز حملها، وخير لها أن تكف عن ذلك، وقد جعل الله لها رخصة في الفطر إذا جاءها الحيض في رمضان، وشرع لها قضاء الأيام التي أفطرتها ورضي لها بذلك دينا .

[فتاوى اللجنة الدائمة 151/10]

هل من المباح للمرأة أن تأخذ حبوباً تؤجل بها الدورة الشهرية حتى تؤدي فريضة الحج؟ وهل لها مخرج آخر؟[1]

اﻹمام عبدالعزيز ابن باز :

السؤال :  هل من المباح للمرأة أن تأخذ حبوباً تؤجل بها الدورة الشهرية حتى تؤدي فريضة الحج؟ وهل لها مخرج آخر ؟

الجواب : لا حرج أن تأخذ المرأة حبوب منع الحمل تمنع الدورة الشهرية أيام رمضان حتى تصوم مع الناس، وفي أيام الحج حتى تطوف مع الناس ولا تتعطل عن أعمال الحج، وإن وجد غير الحبوب شيء يمنع من الدورة فلا بأس إذا لم يكن فيه محذور شرعاً أو مضرة.

[http://www.binbaz.org.sa/mat/3647]

قراءة ما تيسر في الركعتين الأُخريين من الظهر والعصر مع الفاتحة .

قراءة ما تيسر في الركعتين الأُخريين من الظهر والعصر مع الفاتحة أحياناً .

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ  : ❪ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ ثَلاَثِينَ آيَةً، وَفِي الأُخْرَيَيْنِ قَدْرَ خَمْسَ عَشْرَةَ آيَةً، أَوْ قَالَ نِصْفَ ذَلِكَ، وَفِي الْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ قِرَاءَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ آيَةً، وَفِي الأُخْرَيَيْنِ قَدْرَ نِصْفِ ذَلِكَ ❫ .

[أخرجه مسلم 452]

قال اﻹمام الألباني في صفة الصلاة
(ص 113) عن حديث أبي سعيد :

وفي الحديث دليل على أن الزيادة على الفاتحة في الركعتين الأخيرتين سنة، وعليه جمع من الصحابة منهم أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وهو قول الإمام الشافعي، سواء كان ذلك في الظهر أو غيرها وأخذ به من علمائنا المتأخرين أبو الحسنات اللكنوي في التعليق الممجد على موطأ محمد ص102 .

وقال الشيخ العلامة ابن باز في صفة صلاة النبي (17) :

و إن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر زيادة عن الفاتحة في بعض الأحيان، فلا بأس؛ لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي ﷺ من حديث أبي سعيد الخدري .

الهرة ليست بنجسة .

قال رسول الله ﷺ :
❪ إنها ليست بنجسة ، إنما هي من الطوافين عليكم والطوافات ❫ .

[صحيح أبي داود 68 و 69]

آراء بعض الصحابة في عدم نجاسة الهرة وسؤرها .

قال ابن عباس : هي من متاع البيت .

[صحيح ابن أبي شيبة ( 31/1 )]

قال ابن عمر : إنما هي ربيطة من رباط البيت .

[صحيح أبوعبيد في الطهور ( 225 )]

قال أبو هريرة : إنما هو من أهل البيت .

[صحيح أبوعبيد في الطهور (222)]

قال أبا أمامة : الهر من متاع البيت .

[حسن ابن أبي شيبة ( 32/1 )]

حكم البول في المغتسل .

حكم البول في المغتسل .

قال اﻹمام ابن القيم :

لَوْ كَانَ الْمَكَان مُبَلَّطًا ، لَا يَسْتَقِرّ فِيهِ الْبَوْل , بَلْ يَذْهَب مَعَ الْمَاء ، لَمْ يُكْرَه ذَلِكَ عِنْد جُمْهُور الْفُقَهَاء .

[تهذيب السنن 1/118]

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء :

السؤال : هل يجوز للرجل أن يبول في الحمام ؟

الجواب : نعم، يجوز له ذلك مع التحفظ من رشاش البول، ويشرع له أن يصب عليه ماءً ليذهب مباشرة إن أراد أن يتوضأ بذلك المكان.

[فتاوى اللجنة الدائمة ١٠٢/٥]

وسئل العلامة ابن عثيمين :

هل التبول في البانيو أثناء الاستحمام يدخل في حديث النهي عن أن يبول الشّخص في مكان استحمامه ؛ لأن مجرى الماء مفتوح فلا يدخل ؟

فقال : لا ، لا يدخل لأنه إذا بال فسوف يريق عليه الماء ، ثم يزول البول ، لكن لا يستحم حتى يزيل البول بإراقة الماء عليه .

[لقاء الباب المفتوح 4026]

حكم الصلاة في مساجد يطعن أئمتها في ولاة الأمر ويخالفونه ؟

الشَّيخ العلامة ابن عثيمين :

السؤال : هل يُصلي الانسان في مساجد يطعن أئمتها في ولاة الأمر ويخالفونه ؟

الجواب :
لا يصلي معهم، لأن في صلاته معهم
تشجيعاً لهم من جهة، وتغريرا بالعوام من جهة أخرى .

[التعليق على صحيح مسلم 306/9]

هل صوت المرأة عورة ؟

قال اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء :

صوت المرأة نفسه ليس بعورة ، لا يحرم سماعه إلا إذا كان فيه تكسر في الحديث وخضوع في القول ، فيحرم منها ذلك لغير زوجها ، ويحرم على الرجال سوى زوجها استماعه ، لقوله تعالى :

﴿ يا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾

[فتاوى اللجنة الدائمة ٢٠٢/١٧]

التذكرة ببعض السنن المطهرة .

عند قول المؤذن الشهادتين يقول المستمع : " وأنا وأنا ".

عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع المؤذن يتشهد قال :
"وأنا وأنا".

[أخرجه أبو داود...وقال اﻷلباني رحمه الله: وهو على شرط مسلم]

قال اﻷلباني رحمه الله:

ويجوز له أن يقتصر أحيانا على قوله : "وأنا وأنا" بدل قول المؤذن:
أشهد أن ﻻ إله إﻻ الله،أشهد أن محمدا رسول؛ كذلك كان يفعل رسول الله ﷺ .

[الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب ١٨٤/١]

الطب النبوي في الذباب .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه شفاء، وفي الآخر داء .(1)

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه إن رسول الله ﷺ قال : في أحد جناحي الذباب سمٌ، وفي الآخر شفاءٌ، فإذا وقع في الطعام,فأمقلوه فيه، فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء .(2)

قال العلامة ابن القيم بعد كلام ممتع حول شرح معنى الحديث :

وهذا طب لا يهتدي إليه كبار الأطباء وأئمتهم، بل هو خارج من مشكاة النبوة، ومع هذا فالطبيب العالم العارف الموفق يخضع لهذا العلاج، ويقر لمن جاء به بأنه أكمل الخلق على الإطلاق، وأنه مؤيد بوحي إلهي خارج عن القوى البشرية.(3)

(1) رواه البخاري (5782)كتاب الطب (باب: إذا وقع الذباب في الإناء) .
(2) النسائي  (4262) وابن ماجه (3504) وأحمد (18189) .
(3) [زاد المعاد 112/4] .

ماذا يغني عنك لقب دكتور وأنت جاهل بشرع الله ؟

قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله :

إني أنصح كل من رزق فهمًا وتوسم من نفسه
أن الله ينفع به الإسلام والمسلمين وكانت به غيرة على دين الله
ألا يصده طلب الشهادة عن العلم النافع
فكم من شخص عنده دكتوراه في الفقه الإسلامي
وهو لا يفقه شيئاً
وكم من شخص عنده دكتوراه في الحديث
وهو لا يفقه حديثًا ,
فهذه الشهادات تؤهل كثير من الناس
لمناصب لا يستحقونها وماذا يغني عنك لقب دكتور
وأنت جاهل بشرع الله ؟

[المخرج من الفتنة صـ173]

طلب العلم عن طريق اﻷشرطة .

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

هل تعتبر أشرطة التسجيل طريقة من طرق العلم ؟ وما هي الطريقة المثلى للاستفادة منها؟

فأجاب بقوله :
أما كون هذه الأشرطة وسيلة من وسائل تحصيل العلم فهذا لا يشك فيه أحد، ولا نجحد نعمة الله علينا في هذه الأشرطة التي استفدنا كثيرًا من العلم بها، لأنها توصل إلينا أقوالا لعلماء في أي مكان كنا.ونحن في بيوتنا قد يكون بيننا وبين هذا العالم مفاوز ويسهل علينا أن نسمع كلامه من خلال هذا الشريط، وهذه من نعم الله عز وجل علينا، وهي في الحقيقة حجة لنا وعلينا، فإن العلم انتشر انتشارًا واسعًا بواسطة هذه الأشرطة.

وأما كيف يستفاد منها ؟

فهذا يرجع إلى حال الإنسان نفسه، فمن الناس من يستطيع أن يستفيد منها، وهو يقود السيارة، ومنهم من يستمع إليه أثناء تناوله لطعام الغداء أو العشاء أو القهوة.المهم أن كيفية الاستفادة منها ترجع إلى كل شخص بنفسه، ولا يمكن أن نقول فيها ضابطًا عامًا.

[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ العثيمين - طرق تحصيل العلم - ص 44]

أهل السنة لا يكفرون أحد إلا من كفره الله ورسوله

قال شيخ الاسلام رحمه الله :

فلهذا كان أهل العلم و السنة لا يكفرون من خالفهم ،و إن كان ذلك المخالف يُكَفِّرهم ؛ لأن الكفر حكم شرعي ؛فليس للإنسان أن يعاقب بمثله ، كمن كذب عليك ، وزنى بأهلك ،ليس لك أن تكذب عليه ،و تزني بأهله

لأن الكذب ، و الزنا حرام لحق الله تعالى ، و كذلك التكفير حق لله ؛ فلا يكفر إلا من كفره الله و رسوله .

[ الرد على البكري 2 / 492 ]

فوائد ونوادر أهل العلم .

قال العلاَّمة الشنقيطي :

‏الفاحشة : هي كل خصلة تناهت في القبح حتى صارت قبيحة بالغة نهاية القبح من الذنوب والمعاصي .

[العذب النمير 173/3]

قال بعض العلماء :

الإثم : هو كل معصية تقتصر على نفس الإنسان .

والبغي : هو كل معصية يظلم بها غيره .

[العذب النمير 175/3]

‏قال بعض علماء العربية :

العمى : بالألف يطلق على عمى العين وعمى القلب .

أما العمه : بالهاء فلا يطلق إلا على عمى القلب خاصة .

[العذب النمير 375/4]

تنبيه ذوي الحلم إلى خطر الفتوى بغير علم .

تنبيه ذوي الحلم إلى خطر الفتوى بغير علم .

يقول الله تبارك وتعالى :

﴿ وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ .مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾

قال ابن القيم رحمه الله في هذه الآية :
وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء ، وجعله من أعظم المحرمات بل جعله في المرتبة العليا منها .

[إعلام الموقعين 1/36]

وسئل الشعبي رحمه الله عن مسألة فقال : لا أدري :
فقيل له : ألا تستحي مِن قول "لا أدري" وأنت فقيه العراق؟
فقال: لكن الملائكة لم تستح حين قالوا: ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ﴾

[إعلام الموقعين 4/218]

قال الهيثم بن جميل رحمه الله : شهدت مالك بن أنس سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها : لا أدري

[سير أعلام النبلاء 8/77]

قال القاسم وابن سيرين :
لأن يموت الرجل جاهلا خير له من أن يقول ما لا يعلم .

[الآداب الشرعية ٦١/٢]

‏قال سعيد بن جبير :
ويل لمن يقول لما لا يعلم إني أعلم .

[الآداب الشرعية ٦١/٢]

‏كان سعيد بن المسيب لا يكاد يفتي فتيا ولا يقول شيئا إلا قال :

اللهم سلمني وسلم مني، ذكره البيهقي وغيره .

[الآداب الشرعية ٦٢/٢]

رفع اليدين مع كل تكبيرة - أحيانا -

عن عمر بن حبيب  قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع كل تكبيرة في الصلاة المكتوبة.
(أخرجه ابن ماجه وصححه العلامة الألباني رحمه الله في سنن ابن ماجه 712/1)

وعن عبدالله بن هبيرة : أخبرني أبو مصعب المعافري: سمعت عقبة بن عامر رضي الله عنه مرفوعا : " يكتب في كل إشارة يشير الرجل [بيده] في صلاته عشر حسنات كل إصبع حسنة .
(سلسلة اﻷحاديث الصحيحة لﻷلباني -3286/7)

فائدة:
قال العلامة الألباني رحمه الله :
وفيه فائدة هامة وهو مشروعية الرفع مع كل تكبيرة وفي ذلك أحاديث كثيرة خرجتها في تخريج صفة الصلاة وقد قال جماعة من السلف منهم اﻹمام أحمد وكان يفعله كما ذكرته في صفة الصلاة ص112 .
(إرواء الغليل 36/2)

وقال رحمه الله أيضا:
فلما جاء النص في رفع اليدين عشر حسنات كل رفع، كذلك تحريك اﻹصبع نرجو أن يكون له هذا اﻷجر .
(سلسلة الهدى والنور ش51)

فضل قول لا أدري عند السلف .

قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : إذا ترك العالم لا أدري أصيبت مقاتله .

[الآداب الشرعية ٥٨/٢]

قال الشعبي : لا أدري نصف العلم .

[الآداب الشرعية ٥٨/٢]

‏صح عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : العلم ثلاثة : كتاب ناطق ، وسنة ماضية ، ولا أدري .

[الآداب الشرعية ٥٨/٢]

‏قال عبد الله سمعت أبي يقول :
كان سفيان لا يكاد يفتي في الطلاق ويقول :
من يحسن ذا ؟ من يحسن ذا ؟

[الآداب الشرعية ٥٨/٢]

‏قال سفيان :
لقد كان الرجل يستفتى فيفتي وهو يرعد .

[الآداب الشرعية ٥٩/٢]

هل خلع الخفين بعد المسح عليهما ينقض الوضوء ؟

قال الشيخ العثيمين رحمه الله :

 والذي يبطل المسح على الخف : انتهاء المدة ، وخلع الخف ، فإذا خلع الخف بطل المسح لكن الطهارة باقية . ودليل كون خلع الخف يبطل المسح ، حديث صفوان بن عسال قال :" أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا ننزع خفافنا " فدل هذا على أن النزع يبطل المسح فإذا نزع الإنسان خفه بعد مسحه بطل المسح عليه ، بمعنى أنه لا يعيد لبسه فيمسح عليه إلا بعد أن يتوضأ وضوءا كاملا يغسل فيه الرجلين .

وأما طهارته إذا خلعه ، فإنها باقية ، فالطهارة لا تنتقض بخلع الممسوح ، وذلك لأن الماسح إذا مسح تمت طهارته بمقتضى الدليل الشرعي ، فلا تنتقض هذه الطهارة إلا بمقتضى دليل شرعي ، وليس هناك دليل شرعي على أنه إذا خلع الممسوح بطل الوضوء وإنما الدليل على أنه إذا خلع الممسوح بطل المسح ، أي لا يُعاد المسح مرة أخرى إلا بعد غسل الرجل في وضوء كامل ، وعليه فنقول : إن الأصل بقاء هذه الطهارة الثابتة بمقتضى الدليل الشرعي حتى يوجد الدليل ، وإذا لم يكن دليل فإن الوضوء يبقى غير منتقض ، وهذا هو القول الراجح عندنا . والله الموفق .

المصدر :
فتاوى أركان الإسلام [ ص 232 ]

اﻹنتصار للمبتدعة من أسباب سقوط الدول .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (١٧٧/١٣) حول سبب سقوط الدولة الأموية وانقراضها:

« وهذا الجعْد إليه يُنسب مروانُ بن محمد الجعدي، آخرُ خلفاء بني أُمَيَّةَ، وكانَ شُؤمُهُ عَادَ عليه حتى زَالَت الدَّولةُ؛ فإِنَّهُ إذَا ظَهَرَتْ البدعُ التي تُخالف دِينَ الرُّسُلِ انتقم اللهُ ممن خالفَ الرُّسل وَانتَصر لَهم! ».

قال الإمام ابن القيم في «الصواعق المرسلة» (١٠٧٠/٣):

« فلما كثرت الجهمية في أواخر عصر التابعين كانوا هم أول من عارض الوحي بالرأي، ومع هذا كانوا قليلين أولاً مقموعين مذمومين عند الأئمة، وأولهم شيخهم الجعد بن درهم، وإنما نفق عند الناس بعض الشيء لأنه كان معلم مروان بن محمد وشيخه ولهذا كان يسمى مروان الجعدي، وعلى رأسه سَلَبَ الله بني أمية الملك والخلافة وشتتهم في البلاد ومزقهم كل ممزق ببركة شيخ المعطلة النفاة! ».

العمل بالسنن المهجورة .

قال رسول الله ﷺ :
من سن في الإسلام سنةً حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء.

[رواه مسلم ١٠١٧]

قال العلاّمة ابن عثيمين :

وقوله « سنّ » أي عمل بها ونفذها فاقتدي به، أو أحيا سنةً أميتت فعمل بها من بعده، لا أنه ابتدع في الدين، وسماها بدعةً حسنةً، كما يزعمون .

[اﻹبداع في كما الشرع وخطر الابتداع ص ٥١،١٤]

وقال رحمه الله :
السنة التي تركت، ثم فعلها الإنسان فأحياها، فهذا يقال عنه سنها بمعنى : أحياها، وإن كان لم يشرعها من عنده .

[مجموع الفتاوى ٣٦٠/٧]

ــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــ

قال رسول الله ﷺ :
من أحيا سنة من سنتي، فعمل بها الناس، كان لـه مثل أجر من عمل بها، لا ينقص من أجورهم شيءٌ .

[أخرجه ابن ماجه 1/ 76، برقم: 209 / وصححه الألباني]

قال العلامة ابن عثيمين :

فإن السنة كلما أضيعت كان فعلها أو كد؛ لحصول فضيلة العمل ونشر  السنة بين الناس .

[مناسك الحج والعمرة ٩٢]

وقال رحمه الله :

والذي ينبغي للإنسان ولا سيما طالب العلم الذي يؤخذ بقوله أن يحيي السنن التي أميتت  حتى لا يكون المعروف منكراً .

[لقاء الباب المفتوح ١١٣/١]

ــــــ ❁ ❁ ❁ ❁ ــــــ

ترك السنن خوفا من التشويش على الناس .

قال العلامة ابن عثيمين :

وكوننا ندع السنة خوفا من التشويش معناه : أن كل سنة تشوش على الناس وهم يجهلونها ندعها .

وهذا لا ينبغي بل الذي ينبغي إحياء الأمر المشروع بين الناس، وإذا كان ميتا لا يعلم عنه كان الحرص عليه وعلى إحيائه أولى وأوجب؛ حتى لا تموت هذه الشريعة بين المسلمين .

[مجموع الفتاوى ٦٣/١٤]