قال العلامة ابن عثيمين :
التجسس : أن يحاول الاطلاع على معايب الناس بنفسه.
والتحسس : أن يحاول الاطلاع على معايب الناس من غيره، فيقول -مثلاً-: ما تقولون في فلان، أو ما سمعتم عن فلان.. يطلب بذلك معايبه ، لما في هذا من إشغال النفس بمعايب الآخرين ، وكون الإنسان ليس له هم إلا أن يطلع على المعايب ، ولهذا من ابتلي بذلك -أي: بالتجسس أو بالتحسس- تجده في الحقيقة قلقاً دائماً في حياته ، وينشغل بعيوب الناس عن عيوبه ، ولا يهتم بنفسه ، وهذا يوجد كثيراً من بعض الناس الذين يأتون إلى فلان وإلى فلان: ما تقول في كذا.. وما تقول في كذا.. فتجد أوقاتهم ضائعة بلا فائدة ، بل ضائعة بمضرة؛ لأن ما وقعوا فيه فهو معصية لله عز وجل ، هل أنت وكيل عن الله عز وجل تبحث عن معايب عباده ؟
العاقل هو الذي يتحسس عن معايب نفسه؛ ليصلحها ، لا أن ينظر إلى معايب الغير ليشيعها والعياذ بالله ، ولهذا قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور:19].
هذه آداب وتوجيه من الله عز وجل إلى الأخلاق الفاضلة ، أخلاق مأمور بها وأخلاق منهي عنها.
[فتاوى نور على الدرب (120)]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق