الاثنين، 3 يوليو 2017

سلسلة مُخْتَارَات مِنْ شَرْحِ رِيَاض الصَّالِحِين - للعَلَّامَة محمد بن صالح العثيمين - غَفَرَ اللهُ لَهُ وَرَحِمَهُ .



سلسلة مُخْتَارَات مِنْ شَرْحِ رِيَاض الصَّالِحِين - للعَلَّامَة محمد بن صالح العثيمين - غَفَرَ اللهُ لَهُ وَرَحِمَهُ .

الــعَــدَد رَقَـم :(  ١  )

ــــــ ﷽ ــــــ

النِّيَّةُ مَـحلُّـهَـا القلب ، ولا محلَّ لها في اللِّسَان في جميع الأعمال ؛
ولهذا كَانَ من نَطَقَ بِالنِّيَّةِ عند إرَادَةِ الصَّلَاةِ ، أو الصَّوْمِ ، أو الحَجِّ ، أو الوُضُوءِ ، أو غير ذلك من الأعمال ؛ كانَ مُبْتَدِعًا قَائِلًا في دِينِ اللهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ ؛*
لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كانَ يَتَوَضَّأ ، ويُصَلِّي ، ويَتَصَدَّق ، ويَصُوم ، ويَحُج ، ولم يكن يَنْطِق بِالنِّيَّةِ ، فلم يكن يقولُ : اللَّهُمَّ إنِّي نَوَيْتُ أنْ أتَوَضَّأ ، اللَّهم إنِّي نَوَيْتُ أنْ أُصَلِّيَ ، اللهم إنِّي نويت أنْ أتَصَدَّقَ ، اللهم إني نويت أنْ أحُجَّ ، لم يكن يقول هذا ؛
وَذَلِكَ لِأَنَّ النِّيَّةَ محلُّـهَـا القلب ، واللهُ عَـزَّ وَجَـلَّ يَعْلَمُ ما في القلب ،
ولا يَـخْـفَـىٰ عليه شيء ؛
كما قال اللهُ تعالىٰ في الآيَةِ الَّتِي سَاقَهَا المُؤَلِّفُ :﴿ قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّٰهُ ﴾
وَيَجِبُ علىٰ الإنسانِ أنْ يُخْلِصَ النِّيَّةَ لِلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ في جَـمِيع عِبَادَاتِهِ ، وأن لا يَنْوِيَ بِعِبَادَتِهِ إِلَّا وَجْهَ اللهِ والـدَّارَ الآخِـرَةِ .
وهَـذَا هُـوَ الَّــذِي أمَــرَ اللهُ بِهِ في قولهِ :﴿ وَمَآ أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ أي : مُخْلِصِينَ لَـهُ الـعَـمَـل ، ﴿ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ .
ويَنْبَغِي أن يَسْتَحْضِـرَ النِّيَّة ، أي :
نِيَّة الإِخْلَاص في جميع الـعبادات .
فَيَنْوِي مَثَلًا : الوُضُوء ،
وأَنَّهُ تَوَضَّأ لِلهِ ،
وأنَّهُ تَوَضَّأَ امْتِثَالًا لِأَمْـرِ اللهِ .

فَـهَـذِهِ ثلاثة أشْيَاء :
١ - نِيَّةُ الـعِـبَادَةِ .
٢ - وَنِيَّةُ أن تَكُونَ لِلهِ .
٣ - وَنِيَّةُ أنَّهُ قَامَ بها امْتَِثالًا لِأَمْــرِ اللهِ .
فهذا أكْـمَـلُ شَيْءٍ في النِّيَّةِ .
كَـذَلِكَ في الصَّلَاةِ : تَنْوِي أَوَّلًا : الصَّلَاة ، وأنَّهَا الظهر ، أو العصر ، أو المغرب ، أو العشاء ،
أو الفجر ، أو ما أَشْبَهَ ذلك ،
وَتَنْوِي ثَانِيًا : أنَّك إنَّمَا تُصَلِّي لِلهِ عَــزَّ وَجَــلَّ لا لغيره ، لا تُصَلِّي رِيَـاءً ولا سُمْـعَـةً ،
ولا لِتُـمْـدَح علىٰ صَلَاتِك ،
ولا لِـتَـنَـالَ شيئا من المال أو الدُّنْيَا ،
ثَـالِـثـًا : تَسْتَـحْـضِـر أنَّكَ تُصَلِّي امتثالًا لأمْــرِ رَبِّـكَ ، حَيْثُ قال :﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ ﴾﴿ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ إلىٰ غَـيْـرِ ذَلِكَ مِـنَ الأَوَامِــرِ .
[جــــ  (١)/  صــــ (١٣ - ١٤)]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق