ومن أعظم ما يحرص عليه في هذا الشَّهر, أمر القرآن الذي ما من آية فيه إلا وتدلُّ على توحيد الله - جلَّ وعلا- كما ذكر ذلك العلماء، منهم ابن القيم -رحمه الله-. ويشمل العناية بالقرآن، العناية بتلاوته، وبتفسيره، وبمعرفة ما تضمنه من أحكام وأسرار، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان معنى تعلُّم القرآن والحرص عليه، قال: "وَمِن ذَلِك تَعْلِيم حُروفِهِ وَمَعَانِيِهِ جَمِيعًا، بَل تَعَلُّم مَعَانِيِهِ هُو الْمَقْصُود الْأَوَّل بِتَعْلِيم حُروفِه، وَذَلِك هُو الَّذِي يَزِيد الْإيمَان، كَمَا قَال جُنْدُب بن عَبْد اللَّه وَعَبْد اللَّه بْن عُمُر وَغَيْرِهُمَا: تَعَلَّمْنَا الْإيمَان ثُمّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآن، فازددنا إيمَانًا، وَإِنَّكُم تَتَعَلَّمُون الْقُرْآن ثُمّ تُتَعَلَّمُون الْإيمَان".
ويقول ابن القيم -رحمه الله-: "وَتَعَلُّمُ الْقُرْآن وَتَعْلِيمَهُ يَتَنَاوَلُ:- تَعَلُّم حُروفِه وَتَعْلِيمهَا، وَتَعَلُّم مَعَانِيِهِ، وَتَعْلِيمهَا، وَهُو أَشْرَف قِسْمَي عِلْمِه وَتَعْلِيمِه، فَإِنّ الْمَعْنَى هُو الْمَقْصُود".
إذًا، ليس فقط الحرص على القرآن مجرَّد التِّلاوة، مع ما في ذلك من الفضائل العظيمة الفاضلة والمعروفة في نصوص الشَّرعية، وإنَّما المقصـود أيضًا النَّظر في تفسيره وفي معاني هذهِ الآيات، وكذلك معرفة الأحكام الشَّرعية التي جاءت في كتاب الله -جلَّ وعلا-.
الشيخ: الدكتور محمد بن غالب العُمَري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق