الخميس، 20 يوليو 2017

سلسلة مُخْتَارَات مِنْ شَرْحِ رِيَاض الصَّالِحِين - للعَلَّامَة محمد بن صالح العثيمين - غَفَرَ اللهُ لَهُ وَرَحِمَهُ .



سلسلة مُخْتَارَات مِنْ شَرْحِ رِيَاض الصَّالِحِين - للعَلَّامَة محمد بن صالح العثيمين - غَفَرَ اللهُ لَهُ وَرَحِمَهُ .

الـعَـدَد رَقَـم :( ٦ )

ــــــ ﷽ ــــــ

ثُمَّ قَالَ ﷺ :« إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّٰهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا ، حَتَّىٰ مَا  تَجْعَلُهُ فِي فِي امْرَأَتِكَ » .
يقول : لن تنفق نفقة ؛ أي : لن تنفق مالًا ؛ دراهمَ أو دنانيرَ أوثيابًا ، أو فرشًا أو طعامًا أو غير ذلك ، تبتغي به وجه اللهِ ، إِلَّا أُجِـرْتَ عليه .

الشَّاهِـدُ من هذا قوله :« تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّٰهِ » أي : تَقْصِد به وَجْهَ اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ ،
يعني : تَقْصِد به أن تَصِلَ إلىٰ الجَنَّةِ ؛
حَتَّىٰ تَـرَىٰ وَجْـهَ اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ .
لِأَنَّ أهْـلَ الجَـنَّةِ - جَعَلَنِي اللهُ وإيَّاكُم منهم - يَرَوْنَ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ، وَيَنْظُرُونَ إليه عَـيَـانًا بِأَبْصَارِهِم ، كما يَرَوْنَ الشَّمْسَ صَحْـوًا ليس دُونَهَا سَحَابٌ ، وكما يَرَوْنَ القمر ليلة البَــدْرِ ، يعني : أنَّهُم يَرَوْنَ ذلكَ حَـقًّـا .

« حَتَّىٰ مَا تَجْعَلُهُ فِي فِي امْرَأَتِكَ » أي : حَتَّىٰ اللُّـقْـمَـة التي تُـطْـعِـمُـهَـا امْـرَأَتَكَ ؛ تُؤْجَـرُ عليها إذا قَصدت بها وجهَ اللهِ ، مع أنَّ الإنفاق علىٰ الـزَّوْجَةِ أمْـرٌ واجِبٌ ، لو لم تنفق لَقَالَتْ : أنْفِقْ أو طَلِّقْ ، ومع هذا إذا أنفقت علىٰ زوجتك تُرِيدُ به وجهَ اللهِ ؛ آجَـرَكَ اللهُ علىٰ ذلك .
وكذلك إذَا أنفقت علىٰ أولادك ، أو أنفقت علىٰ أمك ، وعلىٰ أبيك ، بل إذا أنفقت علىٰ نفسك تَبْتَغِي بذلك وجهَ اللهِ ؛ فَإِنَّ اللهَ يُثِيبكَ علىٰ هذا .

[جــ : (١)/صــ : (٤٥)]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق