الأربعاء، 29 مارس 2017

هل يعدُّ الشراء للعطور الغالية إسرافاً ؟ .



سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:

في هذه الأيام تكثر الولائم في مناسبات الزواج وغيره ، وبعض الناس يبالغ في شراء العود - أعني : البخور - فيَصِل في قيمته إلى مبالغ خيالية ، وإذا نوقش في ذلك استدل بما روي عن عمر حيث قال :
« لو أنفق الرجل ماله كله في الطيب لم يكن مسرفاً » فما قولك وفقك الله ؟ .

فأجاب :
قولنا : الطيب لا شك أنه محبوب ، وقد  قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « حُبِّب إليَّ من دنياكم النساء والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة »
والحقيقة : أن الطيب إذا لم يتعد طوره : فلا إسراف فيه ، أي : لو كان - مثلاً - هذا المكان يفد إليه الناس أفواجاً ، كلما جاء فوج وضع له طيباً : هذا ليس إسرافاً ، وإن كان هذا الطيب بالنسبة لأول فوج سيكون متكرراً ، لكنه حقيقة ليس إسرافاً ؛ لأن الطيب الأخير لمن جاء آخراً ، فنقول : هذا ليس فيه إسراف ، أما من أتى بطيب كثير ، وجعله يتبخر طوال المجلس ، مع طوله ، وعدم الاحتياج إليه : فهذا يكون إسرافاً .
[اللقاء الشهري ( 37 / السؤال رقم 16]

وقال أيضا :
وأما الطِّيب : فلا شك أن الإنسان إذا كان من أهل الثروة ، واشترى طِيباً طَيِّباً غالياً : فإنه لا يعد مسرفاً ، لا سيما وأن الطِّيب الطَّيِّب - كما هو معروف - تبقى رائحته مدة طويلة ، وتكون أطيب ، وأما إذا كان من الناس المتوسطين والفقراء : فإن شراء مثل هذا الطيب في حقِّه يعتبر إسرافاً .
[لقاءات الباب المفتوح ( 8 / السؤال رقم 24)]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق