السؤال : هل من كلمة للنساء اللاتي يعتبرن بأن المنزل سجن؟
الجواب : الكلمة أن أقول لهذه للمرأة، الذي جعل البيت سجناً إن صح التعبير هو الله عز وجل، قال الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33]، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في النساء: ( بيوتهن خير لهن )، والمرأة في بيتها طليقة تذهب إلى كل ناحية من البيت، وتعمل حوائج البيت، وتعمل لنفسها، فأين الحبس، أين السجن، نعم هو سجن على من تريد أن تفرح وأن تكون كالرجل، ومن المعلوم أن الله تعالى جعل للرجال خصائص وللنساء خصائص، وميز بين الرجال والنساء خلقة وخلقاً وعقلاً وديناً، حسب ما تقتضيه حكمة الله عز وجل، ونقول: إن المرأة التي تقول: إن بقاء المرأة في بيتها سجن، أقول: إنها معترضة على قول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33]، كيف نجعل ما أمر الله به سجناً، لكنه كما قلت سجن على من تريد الفراهة، والالتحاق بالرجال، وإلا فإنه سرور البقاء في البيت هو السرور، وهو الحياء، وهو الحشمة، وهو البعد عن الفتنة، وهو البعد عن تطلع المرأة للرجال، لأن المرأة إذا خرجت ورأت هؤلاء الرجال هذا شاب جميل، وهذا كهل جميل، وهذا لابس ثياباً جميلة وما أشبه ذلك، تفتتن بالرجال كما أن الرجال يفتتنون بالنساء، فعلى النساء أن يتقين الله، وأن يرجعن إلى ما قال ربهن وخالقهن وإلى ما قاله رسول رب العالمين إليهن وإلى غيرهن، وليعلمن أنهن سيلاقين الله عز وجل، وسيسألهن: مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ [القصص:65]، وهن لا يدرين متى يلاقين الله، قد تصبح المرأة في بيتها وقصرها وتمسي في قبرها، أو تمسى في بيتها وتصبح في قبرها، ألا فليتقي الله هؤلاء النساء، وليدعن الدعايات الغربية المفسدة، فإن هؤلاء الغربيين لما أكلوا لحوم الفساد جعلوا العصب والعظام لنا نتلقف هذه العصب والعظام بعد أن سلب فائدتها هؤلاء الغربيون، وهم الآن يئنون ويتمنون أن تعود المرأة، بل أن تكون المرأة كالمرأة المسلمة في بيتها وحيائها، وبعدها عن مواطن الفتن، لكن أنى لهم ذلك، وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ [سبأ:52]، أفيجدر بنا ونحن مسلمون لنا ديننا ولنا كياننا ولنا آدابنا ولنا أخلاقنا أن نلهث وراءهم تابعين لهم في المفاسد؟ سبحان الله العظيم، لا حول ولا قوة إلا بالله.
[فتاوى نور على الدرب (728)]
للشيخ محمد بن صالح العثيمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق