️قال العلامة عبدالمحسن العباد :
الغسل لا يلزم على الفور بعد الجنابة مباشرة، فله أن يبقى بدون اغتسال، وليس الغسل واجباً عليه على الفور؛ لأنه جاء ما يدل على ذلك في الأحاديث المتعددة المتنوعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن غضيف بن الحارث سألها : « أرأيت رسول الله ﷺ كان يغتسل من الجنابة في أول الليل أو آخره ؟ قالت : ربما اغتسل في أوله، وربما اغتسل في آخره ».
يعني : إذا حصل منه الجماع في أول الليل فكان أحياناً يغتسل في أول الليل، وأحياناً يؤخر الغسل إلى آخر الليل.
☜ وهذا يدلنا على أن الغسل ليس على الفور، وأنه يمكن أن يؤخر، لكن يستحب مع تأخيره أن يكون الإنسان متوضئاً، فإذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام فإنه يتوضأ على سبيل الاستحباب، فـعائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها بينت أن النبيَّ ﷺ « ربما اغتسل في أول الليل، وربما اغتسل في آخره » ، ومحل الشاهد : « ربما اغتسل في آخره ». لأن هذا هو تأخير الغسل، يعني : جامع في أول الليل واغتسل في آخر الليل، وهذا يدلنا على جواز تأخير الغسل لكن مع الوضوء حتى يخفف الجنابة، وحتى يزيل الآثار التي حصلت نتيجة الجماع بحيث يكون نظيفاً، وذلك بأن يغسل فرجه ويتوضأ.
[شرح سنن أبي داود (36)]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق